جمعية ضحايا التعذيب

تأبين أرتور ليغسكا، السجين السابق في الإمارات العربية المتحدة

بتاريخ 26 مايو/أيار 2021 عُثرعلىأرتورليغسكا، وهو مواطن بولندي كان يبلغ من العمر 40 عاماً تحدث على نطاق واسع عن التعذيب وسوء المعاملة في السجون الإماراتية، بعدأنفارقالحياة بشقته في أمستردام بهولندا. يشعر كل من مركز الخليج لحقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش بأسى شديد لنبأ وفاته ويقدمان خالص التعازي لأصدقائه وعائلته.

بعد إطلاق سراحه من سجن الصدر في مايو/أيار 2019، كرس أرتور نفسه للسعي نحو تحقيق العدالة في الانتهاكات التي تعرض لها هو وسجناء آخرون في السجن، وخاصة أحمد منصور، المدافع عن حقوق الإنسان الحائز على جوائز وعضو المجالس الاستشارية لمركز الخليج لحقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش. كان أرتور مصدراً قيماً وفريداً للمعلومات حول ظروف السجون في الإمارات العربية المتحدة.

كان ناشطاً ومؤلفاً وخبير لياقة بدنية، وقد احتفل مؤخراً بالذكرى السنوية الثانية لبراءته في 09 مايو/أيار. وكان قد حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في الإمارات العربية المتحدة بعد محاكمة شديدة العوار بتهم تتعلق بالمخدرات على الرغم من عدم وجود أدلة على ذلك.

في رسالة صوتية إلى صديق في مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 09 مايو/أيار، قال أرتور: “أمنيتي الرئيسية في عيد مولدي الجديد الذي احتفل فيه بهذه الحياة الجديدة هي الحرية لأحمد منصور. آمل حقاً أن يكون هذا العام عاماً خاصاً بالنسبة له. كنت أفكر فيه طوال اليوم. أتذكر حديثنا الأخير، وكنت أفكر في زوجته وأولاده. … في الأيام الأخيرة قال لي أحمد، لا تنسوني”.

قال أرتور إنه كان يخطط لتنظيم وقفة احتجاجية في لاهاي قريباً للمطالبة بالإفراج عن أحمد. من بين الأعمال العديدة التي قام بها أرتور لمساعدة أحمد هي مناصرة قضيته مع المسؤولين البولنديين والأوروبيين، وتزويد جماعات حقوق الإنسان بالمعلومات، والمشاركة في فعاليات حقوق الإنسان، والأفلام الوثائقية والظهور في الإعلام، والكتابة عن أحمد في كتابيه.

تواصل أرتور لأول مرة بموظفي مركز الخليج لحقوق الإنسان في أبريل/نيسان 2019 ليخبرهم أن أحمدمضربعنالطعام وأخبرهم أنه يخشى أن أحمد قد يموت بسبب تدهور صحته بشكل كبير. قال لمركز الخليج لحقوق الإنسان أن أحمد كان محتجزاً في “ظروف مروعة” في زنزانة بلا سرير ولا ماء ولا مكان للاستحمام. لا يزال أحمد اليوم في زنزانة عزل مساحتها 2×2  متر بدون سرير أو فراش، ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب أنشطته في مجال حقوق الإنسان.

على الرغم من معاناته من صدمة شديدة إثر تعرضه لسوء المعاملة كسجين في الإمارات العربية المتحدة، اتصل أرتور مرة أخرى بمركز الخليج لحقوق الإنسان لينقل لهم الخبر السار أن جهود مناصرة جماعات حقوق الإنسان قد نجحت. أنهى أحمد إضرابه عن الطعام بعد أن سُمح له بالاتصال بوالدته المريضة والخروج لرؤية الشمس لأول مرة منذ عامين. كان أرتور يضحي باتصالات هاتفية لعائلته ليجري اتصالات نيابة عن أحمد، معتبراً إياه أخاً له.

بعد الإفراج عنه، تمكن أرتور من تزويدمركزالخليجلحقوقالإنسانبمزيدمنالتفاصيل حول ما وصفه “بظروف السجن كما في العصور الوسطى” في سجن الصدر، بما في ذلك الفترات التي لم تكن فيها مياه جارية على الرغم من شدة ارتفاع درجات الحرارة.

في لقاء مطول نشرته هيومن رايتس ووتش في يناير/كانون الثاني 2020، وصف أرتور كيف أصبح هو وأحمد “نزيلانفيجحيمالسجنالإماراتي“. أمضى أرتور ثمانية أشهر في سجن الصدر في الحبس الانفرادي في زنزانة بجوار أحمد. قال أرتور إن صديقه عانى من تعذيب نفسي نتيجة للحرمان شبه الكلي من التواصل الإنساني ومن الوصول إلى المكتبة.

أخبر أرتور مركز الخليج لحقوق الإنسان أنه بعد مغادرته الإمارات العربية المتحدة قام بإجراء عملية جراحية وكان يتلقى العلاج النفسي لمعالجة الأذى الذي سببه الاغتصاب والتعذيب النفسي الذي قال إنه تعرض لهما، لكنه كان يتعافى بشكل جيد ويتلقى دروساً ليصبح صحفياً ومدافعاً مهنياً عن حقوق الإنسان.

بتاريخ 13 أبريل/نيسان، كتب 17 عضواً من أعضاء “البرلمان الأوروبي” إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للإعراب عن “قلقهم البالغ تجاه الانتهاكات المستمرة ضد حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالقمع الممنهج لحرية الرأي والتعبير وما يليها من أعمال الانتقام أثناء الاحتجاز” تشير الرسالة إلى أحمد، كما تذكر أرتور أيضاً، موضحة أن “استخدام التعذيب لم يقتصر على المواطنين الإماراتيين، حيث كانت هناك أيضاً وقائع تخص مواطنين من الاتحاد الأوروبي أبلغوا عن تعرضهم للتعذيب الوحشي على أيدي سلطات السجن”.

بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، نظمت “منظمة العفو الدولية وستمنستر بايزواتر” ومركز الخليج لحقوق الإنسان فعالية عبر الإنترنت تحت عنوان “السجينوالقلم” والتي عرض من خلالها كتابات وأغاني وأشعار للمدافعين عن حقوق الإنسان المسجونين، وكذلك أعمال لكتاب وفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تضمن الحفل الذي أقيم في يوم عيد ميلاد أحمد بعض من قصائده. قرأ أرتور من مذكراته، “حبالشيخالمختلف“، التي نشرت في 2019 باللغة البولندية. كما ألف كتاباً آخر احتل مركزاً بين الكتب الأكثر مبيعاً في بولندا بعنوان “مذكراتالسجن“. تم توثيق قصته في فيلم “زنزانةعزل 32” لحسام المنيعي، الذي عُرض لأول مرة في مهرجانالفيلمالبولنديفيأمريكا في نوفمبر/تشرين الثاني. شارك أرتور أيضاً في فيلم وثائقي عن أحمد منصور سيعرض قريباً من إنتاج مانو لوكش.

كانت وفاة أرتور المفاجئة وغير المتوقعة صدمة كبيرة لأولئك الذين عرفوه. تجري الشرطة الهولندية تحقيقات في ملابسات وفاته.

هيومن رايتس ووتش