جمعية ضحايا التعذيب

أُجبر على تناول «المخدرات» والوقوف لأيام كاملة.. الطالب البريطاني يروي قصة تعذيبه في السجون الإماراتية

في تطور جديد بشأن قضية الطالب البريطاني الذي كان معتقلاً في أبوظبي، قال ماثيو هيدجز إنه كان يتناول عقاقير مخدرة حولته إلى مدمن خلال سجنه في الفترة الماضية، بحسب ما نقلت عنه صحيفة The Times البريطانية الأربعاء 5 ديسمبر/ كانون الأول 2018.

وأُجبِرَ الطالب البريطاني على الوقوف لأيامٍ كاملة وهو مصفَّد اليدين، وخضع للاستجواب لمدة تصل إلى 15 ساعة متواصلة، خلال تلك الفترة العصيبة من حياته، التي دامت 5 أشهر.

وتحدث ماثيو  للصحيفة البريطانية عن الوقت الذي قضاه في زنزانةٍ انفرادية في سجن في أبوظبي، وكيف أُجبِرَ على أن “يتوقف فجأة” عن تناول العقاقير، التي كانت تُعطى له بكميات كبيرة تسببت في الإدمان.

وقال: “كنتُ خائفاً ومتوتراً للغاية”.

تسبَّبَت المصابيح الفلورية في زنزانته في إصابته بالصداع النصفي، وقرَّر أن يجلس في الظلام لمدة تصل إلى 23 ساعة في اليوم، وكان يضيء المصباح لتناول الطعام وحسب.

تلقَّى هيدجز تهديداً بتسليمه إلى قاعدةٍ عسكرية بالخارج، وتم إبلاغه أنه سيتعرَّض للضرب هناك.

وأضاف: “كنتُ أشعر بتوتر بالغ طوال الوقت خشية تعرُّضي للخطر”.

كان ضباط أمن إماراتيون قد ألقوا القبض على طالب جامعة درام البريطانية في مطار دبي، في مايو/أيار الماضي. وبعد اعتقاله وإجباره على الاعتراف “تحت الإكراه” بمزاعم التجسس لصالح بريطانيا، حُكِمَ عليه بالسجن مدى الحياة في الشهر الماضي، نوفمبر/تشرين الثاني.

وقد أُطلِقَ سراح هيدجز قبل 9 أيام، بعد تدخل جيريمي هنت، وزير الخارجية البريطاني.

وقال أليكس يونغر، رئيس جهاز المخابرات البريطانية، هذا الأسبوع، إنه يشعر “بالحيرة” إزاء السبب وراء اتهام هيدجز بأنه على علاقة بالجهاز الذي يرأسه.

وفي المقابلة، كشف هيدجز وزوجته دانييلا تيجادا (27 عاماً) عن ثلاث نقاط:

  • طلب الإمارات العربية المتحدة منه أن يصبح عميلاً مزدوجاً و”يسرق معلومات من وزارة الخارجية البريطانية”.
  • رفض وزارة الخارجية البريطانية تبادل المعلومات مع زوجته بشأن مكان وجوده لمدة ستة أسابيع بعد اعتقاله، بزعم أن هذا الأمر محظور بموجب قوانين حماية البيانات.
  • لم تستجوبه وزارة الخارجية منذ عودته إلى بريطانيا.

وقال الأكاديمي البريطاني إنه لا يزال يجهل السبب وراء استهداف السلطات الإماراتية له، بعد قضاء أسبوعين في البلاد لإجراء أبحاث متعلقة بأطروحته للدكتوراه، عن هيكل الإمارات الأمني بعد الربيع العربي.

وكان قد حصل على إجازةٍ من شركة الأمن الإلكتروني التي يعمل بها، بمدينة إكستر البريطانية، وقال إنه لم يفعل شيئاً في رحلته سوى إجراء بحثه الأكاديمي.

أخبر المُحقِّقون الإماراتيون هيدجز أن “مصادر” مجهولة قد حثَّتهم على التحقيق معه. وهو لا يعتقد أن أياً من الأشخاص الذين أجرى معهم مقابلات كان مسؤولاً عن ذلك. ويعتقد أنه كان مُراقَباً خلال الأسبوعين اللذين سبقا اعتقاله، وأن هاتفه كان مُخترَقاً.

وبعد أن أُجبر “تحت الإكراه” على توقيع اعتراف باللغة العربية، التي لا يجيدها، شهد أحد أصدقائه الإماراتيين القدامى ضدّه.

وقد شعر هيدجز بخيبة الأمل عندما رأى صديقه يُدلي بشهادة ضده، لكنه أضاف: “في بلدٍ كهذا، يمكن أن يحدث ذلك لأيِّ شخص… من المحتمل أنهم هدَّدوه بأشياء كثيرة”.

وعن الإمارات قال: “هل أنا غاضب منهم؟ أعتقد أنني أشعر بالشفقة تجاههم حقاً”. ونصح الحكومة البريطانية بأن “تنظر في قيمها”، مضيفاً: “هل تضع التجارة، هل تضع الأموال، هل تضع أي شيء آخر فوق القيم التي تمثلها؟”.

عربي بوست